حذر الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطانة “إم آي 6” (MI6) أليكس يونغر من أن المملكة المتحدة ستواجه “تهديدا أكبر” من قبل الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية إذا أهملت هي وحلفاؤها أفغانستان بعد إتمام الانسحاب من هناك، وفق ما ذكرت صحيفة تايمز (The Times) البريطانية.
وقال يونغر -خلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة سكاي نيوز- إنه سيكون “خطأ فادحا” أن يدير الحلفاء ظهورهم لأفغانستان، مؤكدا أن الجماعات الإرهابية التي وضعتها القوات الغربية في موقف ضعيف لسنوات بفضل عملياتها في المنطقة قادرة على “تجديد قواها” بعد الانسحاب.
كما عبر يونغر الذي تقاعد في سبتمبر/أيلول الماضي خلال اللقاء عن “قلقه البالغ” من أن روسيا قد تستغل الأزمة في أفغانستان لإلحاق الضرر بالمملكة المتحدة وحلفائها، متوقعا أن تنزلق البلاد إلى حرب أهلية بين حركة طالبان الصاعدة والحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب.
وأعرب المسؤول الأمني السابق عن إحباطه من عدم تمكن المجتمع الدولي من ترجمة طموحاته بتحويل أفغانستان إلى ديمقراطية مزدهرة بعد عقدين من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة.
وقال “بالنظر إلى الوراء، يتبين بوضوح أن التطلع إلى بناء دولة أفغانية لم يكن مدعوما بخطة سياسية، وبالتالي لم يكن أمرا واقعيا. أشعر بالإحباط من الطريقة التي فشلنا بها -نحن المجتمع الدولي- في مطابقة طموحاتنا بخطة سياسية مناسبة”.
كما أكد أن جهود التفاوض مع حركة طالبان كان ينبغي أن تبدأ في وقت أبكر، معربا عن أسفه على قرار الولايات المتحدة -في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب- بتحديد موعد خروج لقواتها من البلاد، بدل استخدام الوعد بالانسحاب كوسيلة ضغط على الحركة.
تكرار الخطأ
ودعا يونغر بلاده وحلفاءها إلى عدم تكرار “الخطأ نفسه” من خلال إهمال أفغانستان كما حدث في السنوات التي أعقبت نهاية الغزو السوفياتي عام 1989، حيث كانت مغادرة الروس للبلاد آنذاك سببا في ظهور معسكرات تدريب أنتجت مئات الإرهابيين الخطرين وتسببت في نهاية المطاف بهجمات 11 سبتمبر/أيلول الدامية، على حد تعبيره.
وقال “سيتعين علينا التفكير مليا في غياب قوات على الأرض حول كيفية تعاملنا مع الوضع هناك. من الضروري ألا نرتكب الأخطاء التي ارتكبناها في المرة السابقة. إذا كرر التاريخ نفسه، فسيؤدي ذلك إلى مزيد من التهديد على شواطئنا نحن وحلفائنا”.
كما أكد يونغر على أن حركة طالبان باتت تعرف جيدا عواقب استخدام أراضيها من قبل الإرهابيين، مستدركا أن “هناك علاقة ودية تماما بين القاعدة وطالبان، وأتساءل عما إذا كانت الحركة ستكون قادرة على فرض نوع السيطرة اللازمة التي نحتاجها، إذا ما سيطروا على أفغانستان”.
المزيد من سياسة