أخبار

من هو سارق شعار سيارة «كاديلاك» رابين؟!

لم يجرؤ القضاء الإسرائيلي على اتهامه حتى اليوم بالتحريض على قتل إسحق رابين العام 1995م!
هذا المحرض العنصري هو اليوم عضو في حكومة إسرائيل الرابعة والعشرين، وهو أيضا يملك حصانة عضو كنيست منتخبٍ حسب الأصول، وهو المحرض الأول على اغتصاب المسجد الأقصى وهو الذي طالب من على منصة الكنيست يوم 9-5-2022 بطرد عضوي القائمة المشتركة الفلسطينيين، سامي أبو شحادة، والسيدة عايدة توما، قال لهما: اذهبا إلى سورية ليس لكما مكان بيننا، وشتم النائب أحمد الطيبي يوم 1-6-2022: أنت مخرب حقير!
إنه أشهر تلميذ عنصري في مدرسة أستاذه، سموترتش، هو أحد مؤسسي، حزب (العظمة) اليهودي، وما أدراكم ما معنى العظمة، هي العنصرية بذاتها!
هو تلميذٌ مائير كاهانا مؤسس تنظيم (كاخ) الإرهابي، غيَّر اسم (كاخ) ليصبح (لهبا)!
هذا النائب العنصري المنتخب في الكنيست هو، إيتمار بن غفير، المولود 1976، المحرض على طرد أهلنا في حي الشيخ جراح في القدس ، مُوزع شعار (الموت للعرب) شعار حزب كاهانا!
سمحَ له نتنياهو بالمشاركة في انتخابات الكنيست بشرط إزالة صورة الإرهابي، باروخ غولدشتاين المرفوعة في صالون منزله في مغتصبة، كريات أربع في مدينة الخليل، صورة غولدشتاين سفاح الحرم الإبراهيمي في الخليل الذي قتل 35 مصلياً فلسطينياً وجرح عشرات آخرين، العام 1994، أنزل بن غفير صورة السفاح غولدشتاين فترة قصيرة، ثم أعادها إلى مكانها بعد أن أصبح عضو كنيست، هو من سلالة تعود إلى يهود العراق، وأمه من يهود كردستان!
اتُّهم، إيتمار بن غفير ستين تهمة قضائية في الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط! ولم يُحكم عليه بعدُ في أي قضية من تلك القضايا!
حتى حين أشهر مسدسه في وجه عامل فلسطيني لأن العاملَ طالبه بعدم إيقاف سيارته في المكان المحظور، في شهر كانون الأول 2021!
هو نفسه سرق شعار سيارة (كاديلاك) رابين قبل اغتياله بأيام معدودة، وظهر أمام عدسات الكاميرات في فيلمٍ موثق، وهو يبعث رسالة تهديدية عنصرية إلى، رئيس وزراء إسرائيل، إسحق رابين، لأنه وقَّع اتفاقية أوسلو، قال وهو يرفع شعار الكاديلاك أمام الكاميرا: «كما وصلنا إلى سيارتك، سنصل إليك شخصياً»!
بعد أيام قليلة أقدم الجندي، يغئال عامير، المغرر به على قتل رابين في الساحة العامة العام 1995، أدين القاتل، وظلّ المحرض طليقاً، رفعتْه عنصريتُه وإرهابُه درجاتٍ ومنزلة ليصبح بعد سنوات عضو كنيست ورمزاً مرموقاً، وقائداً ل مسيرة الأعلام في القدس!
ذكَّرني العنصري بن غفير، بأكبر حاخامي السفارديم الشرقيين، عوفاديا يوسيف لأن جذور عائلتي الاثنين تعود إلى العراق، ولأن الاثنين من أبرز المحرضين والعنصريين، كنتُ أسائل نفسي دائماً: لماذا يكرهُنا كثيرون من اليهود السفارديم الشرقيين ممن عاشوا بيننا زمناً طويلاً، ووجدوا في أوطان العرب ملاذاً من الهولوكوست؟!
فقد ظل السفارديم محتقرين حتى أن سفير إسرائيل في أميركا ومسؤول الوكالة اليهودية عن الهجرة قال العام 1949: «خذ عشرة يهود من يهود بلاد العرب، وأعطني يهوديا أميركياً واحداً بدلاً منهم».
وقال أحد الحاخامين يصف اليهود السفارديم: لا تُدخل (جَرَبا) إلى إسرائيل»!
غير أن الصحافي الإسرائيلي، كوبي نيف، أجاب عن سؤالي في صحيفة هآرتس يوم 17 – 8 -2017 قائلاً: «كان المهاجرون السفارديم في بداية تأسيس إسرائيل محتقرين، فهم مواطنون في الدرجة الثانية يعملون في المهن الصغيرة، لأن مؤسسي إسرائيل هم الصفوة والعلِية من اليهود الغربيين، الإشكنازيم، ولكن، بعد حرب العام 1967 حلَّ العمالُ الفلسطينيون محلَّ السفارديم، شغلوا المهن الصغيرة، فانتعش السفارديم، وأصبحوا مقاولين وأصحاب رؤوس أموال، ولكي يتمسك السفارديم بهذه المنزلة، فإنهم احتقروا الفلسطينيين، فهم اليوم يعارضون المفاوضات مع الفلسطينيين، وهم أيضاً يُعارضون حل الدولتين»! انتهى الاقتباس.
لا تنسَوْا، أنَّ ملفات العنصريين من أعضاء الكنيست وكبار الحاخامين، وأساتذة ومحاضرين في الجامعات، والجمعيات اليهودية المتطرفة، حتى الفرق الرياضية، تغصُّ بوثائق محفوظة عن أبشع ألوان العنصريات ضد البشرية جمعاء!
يكفي ما ورد في كتاب، (توراة المَلِك) الذي علق عليه ونشره عددٌ من الحاخامين الحريديم البارزين، هو أسوأ كتب العنصرية في العالم أجمع، لا لأنه كتابٌ فقهي عنصري فقط، ولكن لأنه يُحرض على قتلِ أطفال كل من ليس يهودياً في الحرب، من المولود الجديد إلى الشيخ الكهل، ولا يُستثنى من ذلك الأبرياء غير المحاربين، بل يجب قتلهم أيضاً، فهم وفق فصول الكتاب، ووفق قول أكبر حاخام سفاردي، عوفاديا يوسيف المتوفى العام 2013م: «غيرُ اليهودِ هم بهائم خُلقوا في صورةِ الجنس البشري، ليخدموا اليهود (الأفندية)»!.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

Related Articles

Back to top button