اعمال

8 سنين ومستمرين| دراما للتاريخ.. الدراما الوطنية أعادت الوعي ووثقت الأحداث

كانت القوة الناعمة المصرية هى أحد مصادر الريادة والجذب التى تميز الدولة المصرية عن الكثير من الدول الأخرى وتمثلت هذه القوة فى الدراما والسينما التى كانت بمثابة المفتاح وجواز المرور لمصر بلهجتها وعاداتها الى قلوب الدول العربية بل الكثير من دول العالم أيضا ومنذ سنوات اختفى هذا الدور وانحسرت الريادة المصرية لحساب دول أخرى استطاعت أن تحقق تقدما فى غياب تام لقوى مصر الناعمة وكان هذا للعديد من الأسباب.

ومع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي إدارة شئون البلاد أدركت القيادة السياسية أهمية وتأثير القوى الناعمة  واستطاعت الدولة أن توفر المناخ لصناع الدراما لتقديم أعمال فنية ترقى بالذوق العام تساهم فى بناء الشخصية المصرية وتستطيع أن تعيد الدراما المصرية للمنافسة مرة أخرى فظهرت أعمال درامية وطنية أظهرت العديد من الحقائق وأعادة الكثير من الأمور الى نصابها الطبيعى مثل مسلسل «الاختيار» بأجزائه الثلاثة وخاصة الجزء الثالث الذى عرض رمضان الماضى بطولة كريم عبد العزيز وأحمد السقا وياسر جلال وأحمد عز. 

ناقش العمل فترة مهمة فى تاريخ مصر وحقيقة ما حدث بعد ثورة 25 يناير وصولا الى 30  يونيو وكيف كان قرار الخلاص من الجماعة الإرهابية بإعلان الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة في تلك الفترة الزمنية خريطة طريق تضم عددا من البنود كان على رأسها عزل محمد مرسي وتعطيل العمل بالدستور الذي أصدره.

ويبرز العمل دور الكثير من الشخصيات الوطنية فى هذا التوقيت كما يلقى الضوء على الذين باعوا الوطن مقابل مكاسب زائلة.

أيضا من الأعمال الهامة التى عرضت رمضان الماضى مسلسل «العائدون» الذى أوضح  طريقة التفكير الداعشي فى إدارة الأمور فى المناطق الموجودة تحت سيطرتهم وكيف تواجه أجهزة الدولة وخاصة المخابرات العامة هذا الفكر وتحاول منعه من الوصول الى عقول شبابنا وكيف استطاع رجال المخابرات المصرية تحقيق مكاسب كبيرة على هذا التنظيم الإرهابي  وكل هذا ياتى ضمن دور الدراما فى التنوير واظهار الحقائق الغائبة وهو الدور الذى افتقدناه لسنوات طويلة، كما ظهر رقى فى تقديم بعض الأعمال الدرامية الأخرى التى عرضت خلال الأعوام الثلاث الماضية حيث شاهدنا هذا العام مسلسلات مثل «راجعين ياهوى « المأخوذ عن رواية لأسامة أنور عكاشة و «ملف سرى» بطولة هانى سلامة  وايضا اعمال ناقشت قضايا اجتماعية منها سلسلة حكايات «زى القمر» و «الا أنا» و نصيبى وقسمتك» وغيرها من الأعمال التى عرضت خلال السنوات القليلة القادمة و طرحت قضايا اجتماعية وكان آخرها  مسلسل «فاتن أمل حرب» الذى عرض  في رمضان الماضى  بطولة نيللى كريم وناقش العمل الكثير من القضايا التى تهم المجتمع والمرأة تحديدا وكان بمثابة باب لإعادة النظر فى الكثير من القوانين التى تخص المرأة.

كما ظهر دعم الرئيس السيسي للفن وصناعة عن طريق الاهتمام بعلاج الكثير من الفنانين كان من بينهم الفنان شريف دسوقى والفنانة فاطمة كشرى والمطرب على حميدة وكان آخرهم الفنان الراحل سمير صبرى بالإضافة لتكريم العديد من الشخصيات الفنية والإشادة بهم فى الكثير من المحافل الوطنية ومن بين هذه الشخصيات الفنانة الراحلة فاتن حمامة التى حرص الرئيس على مصافحتها والسؤال عنها و المخرج خالد جلال الذى نال إشادات متكررة من الرئيس السيسي لمجهوده فى إعداد جيل من الموهوبين و تقديمه عدد من العروض الفنية المميزة  و السيناريست عبد الرحيم كمال  الذى تلقى اتصال هاتفيا من الرئيس أثناء حلوله ضيفا على برنامج الإعلامية عزة مصطفى في برنامج صالة التحرير»بقناة صدي البلد الحديث عن أهمية الأعمال الدرامية وكيف تسهم هذه الأعمال فى تشكيل الوعى وبناء الروح الوطنية وفتح الباب لكل المبدعين والمفكرين والكتاب لتقديم كل مواهبهم لتقديم أعمال تحقق الطموح  المنتظر من تأثير داعم لبث روح الانتماء الوطني وقد تضمنت مداخلة الرئيس عددا من الرسائل حيث قال : قضيتنا الوعي وهدفنا تحصين شبابنا ..

تحدي إسقاط الدولة خطر ودولا كانت شكلًا آخر منذ 50 عاما .. وأكد الرئيس السيسي، دعمه للسيناريست عبد الرحيم كمال  في مشروعه الفني لتقديم أعمال فنية تاريخية ودينية هادفة.

ويقول الإعلامى إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالتليفزيون المصرى إن القوى الناعمة التى تتمثل فى الفن بكل أشكاله وخاصة الدراما لها تأثير كبير على الجمهور فى تشكيل الرأى العام خاصة إذا أحسن استغلالها وهذا ما حدث فى الكثير من الأعمال عبر تاريخ الفن العربي والمصري كما حدث مؤخرا مع مسلسل «الاختيار» بأجزائه فكان خير مثال على تأثير وأهمية القوى الناعمة فى إصلاح ما أفسده المخربون والارهابيون فالعملان خلقا حالة من الحشد الوطني غير المسبوق للمجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص خلف القيادة والجيش والشرطة جعلت المصريين يشعرون بتضحيات أبنائهم وجنودهم فى سبيل توفير الأمن والأمان لهم كما أوضحت الكثير من المغالطات وأبطلت سموم الكثير من الأفكار الهدامة التى يروجها البعض فكانت هذه الأعمال دافع لزيادة الحس الوطني لدى المصريين.

وأضاف المخرج مصطفى الشال أن الدراما لها دور كبير فى ترسيخ قيم الانتماء للوطن ومعانى الوطنية والتضحية وأعمال مثل «الاختيار» و «العائدون» استطاعت ان تعيد الدراما لمكانها الطبيعى ودورها الحيوي واستطاع العملان أن يبرزا تضحيات المصريين فى مواجهة تضليل الجماعات الارهابية لذلك وفرت الدولة كل الإمكانيات لهذه الأعمال..و أتمنى أن يكون لدينا أعمال درامية وسينمائية كثيرة من هذه النوعية من الأعمال الوطنية.

ويقول المخرج  محمد فاضل: إن اهتمام الدولة بالأعمال الفنية سواء الدرامية أو السينمائية هو أمر عظيم يدعو إلى الفخر خاصة إذا كان هذا الاهتمام من جانب الرئيس عبد  الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

وأكد فاضل أن الدراما هي الوسيلة الأولى القادرة على نشر الوعى ولابد من وجود أعمال درامية تناقش المشاكل والعقبات التى يعاني منها المجتمع  كما لابد من وجود أعمال درامية تظهر حجم الانجاز والتقدم الذى يحدث فى البلاد.

وأوضح المؤلف عبد الحميد أبو زيد أن قضية الوعي واستعادة الروح الوطنية من أهم القضايا التى تسعد أي كاتب أو مؤلف درامي أن يقدم عملا يتحدث عنها.

وأضاف أن الرئيس أعلن اهتمامه بالأعمال التى تحث على الإبداع وبث الروح الوطنية وتجديد الخطاب الروحى والدينى وهذا بمثابة ضوء أخضر وحافز لكل المبدعين للعمل بلا قيود أو ضغوط فثقة الرئيس اتاحت الفرصة للموهوبين للعودة إلى الكتابة مرة أخرى.

وأوضح أبو زيد أن الدراما قادرة على التأثير فى الرأى العام وتشكيل الوعى فعمل درامى واحد تأثيره أكبر من 100 بحث و100 كتاب فالدراما أسرع وسيلة للتأثير فى الناس لذلك لابد أن نعيد النظر في دور الفن وندرك قيمته.

اقرأ أيضا | ماكيير الاختيار3: «كلنا اتخضينا لما سمعنا صوت ياسر جلال أثناء التصوير»

Related Articles

Back to top button