رياضات

محمد بن راشد.. قائد ملهم عزّز مفهوم المركز الأول في الرياضة

يمثل الرابع من يناير 2006 محطة تاريخية في مسيرة إمارة دبي ودولة الإمارات، إذ شهد تولي صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مقاليد الحكم في إمارة دبي ورئاسة مجلس الوزراء، بعدما حققت إنجازات استثنائية يشار إليها بالبنان، في ظل الرؤية الثاقبة لقائد ملهم حقق نقلة نوعية وإنجازات ضخمة في جميع الملفات التنموية، وعلى كل الصعد الثقافية والاقتصادية والتنموية والتكنولوجية والمجتمعية والرياضية، وتمكن سموّه خلال 17 عاماً من أن يصنع من دبي أيقونة تتطلع إليها أنظار العالم أجمع، وتتأمل الملايين من كل أقطار العالم لتحقيق أحلامهم على أرضها.

وتحظى هذه المناسبة بخصوصية كبيرة، لدور سموّه في مسيرة ازدهار وتفوق الدولة، إذ تنعم الرياضة والرياضيون بدعم كبير من سموّه، وهو ما عهدناه من القائد الحاكم الذي لم تتوقف إنجازاته الرائدة عند هذا الحد، بل هناك جانب آخر لقصة «فارس العرب» تتعدد فيها مظاهر النُبل والقدوة والتميّز النابعة من قلب صحراء الإمارات صانعة العظماء.

حب وعشق للرياضات التراثية

عشق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الرياضات التراثية العريقة، وخاض الكثير من السباقات المحلية والدولية محققاً الألقاب والكؤوس والنجاحات المبهرة، ليس ذلك فحسب بل عزّز مكانتها معلماً تراثياً وثقافياً مهماً في دولة الإمارات والعالم، مرسّخاً ديمومتها بأفضل الممارسات العالمية المستدامة.

وبث سموّه بكلماته المتفرّدة، الأمل والطموح في نفوس أبناء وبنات الوطن، حين قال: «نحن شعب لا يرضى بغير المركز الأول، تعلمنا من زايد وراشد أن المجد لمن يطلبه، والقمة لمن يسعى إليها، والمراكز الأولى لمن لا يرضى بغيرها». وجاءت كلمات سموّه ترجمةً لنهجه ورؤيته في السعي إلى تسجيل الريادة الإماراتية في جميع المجالات والقطاعات، ومنها المجال الرياضي.

وتُعدّ رياضة الخيول من أبرز الرياضات التي حصلت على اهتمام سموّه، حيث امتدت أياديه البيضاء، بلا حدود لدعم الحركة الرياضية، ما أثمر إنجازات هائلة، شملت كل المناشط محلياً وقارياً وعالمياً، ويُعدّ سموّه القائد والقدوة والملهم، والمثل الأعلى للرياضة والرياضيين، وشعاره دائماً «التميز»، «ولا يعرف غير المركز الأول سبيلاً»، إذ إن سموّه من الشخصيات النافذة والمؤثرة والملهمة بشكل كبير في صناعة الخيل بالعالم.

ونشأ فارس العرب وترعرع على حب الخيل والفروسية، ما دفعه إلى دعمها بقوة، والإسهام بأفكاره النيرة في تطويرها، والإعلاء من شأنها على المستويين المحلي والعالمي. وكان للرياضة نصيب بارز من اهتمامات سموّه كرياضي وفارس لا يشق له غبار، وكقائد ومعلم لأنجاله، ولسائر الرياضيين الذين قدم لهم دروساً بليغة في فن الفوز والريادة، وفي المنافسة الشريفة بروح رياضية.

ومنذ نعومة أظفاره، تدرّب سموّه على ركوب الخيل، حيث اهتمّ والده، المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، بتدريبه وإخوانه، وقد أظهر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مهارة متميزة، وأبلى بلاءً حسناً ما بشر بمستقبل واعد. ورغم اهتمام سموّه برياضات كثيرة، أبرزها رياضة التنس وكرة القدم، فإن الفروسية لاتزال حبه الأول، لأن هذه الرياضة جزء لا يتجزأ من تاريخه وكيانه.

وبدأت العلاقة الفعلية لسموّه مع سباقات الخيل العالمية بواسطة المهرة «حتا»، التي أهدت سموّه فوزه الأول في سباقات الخيل في عام 1977، حيث توالت الانتصارات، حتى أطلق سموّه مؤسسة «غودولفين» عام 1994، والتي حققت إنجازات عالمية على مر السنين وحتى اليوم.

دعم وتشجيع لمُلّاك الخيول

وشجّع صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مُلّاك الخيول في العالم العربي على خوض سباقات عالمية، بعد أن اقتصرت مشاركتهم على السباقات المحلية، وأسس كأس دبي العالمي – السباق الأغلى في العالم – عام 1996، وأصبح هذا السباق يشهد مشاركات كبيرة لمُلّاك الخيول من معظم دول العالم، ويواصل سباق كأس دبي العالمي جذب اهتمام مُلّاك الخيول في جميع أرجاء المعمورة. وبفضل الإنجازات التي حققها سموّه في رياضة سباقات الخيول، والاهتمام الكبير الذي أولاه ومازال لهذه الرياضة، مُنح سموّه جائزة «إكليبس» الخاصة في مجال الخيول عام 2001. ولدعم الرياضة والرياضيين وتكريم المتفوقين ودعم المبدعين، تم إطلاق جائزة الابداع الرياضي جزءاً من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في مختلف المجالات عام 2009، وذلك لدعم وتكريم أبناء دولة الإمارات ومختلف الدول، وتحفيزهم على الإبداع في شتى المجالات، حيث بلغ عدد الفائزين حتى النسخة الماضية 230 شخصية رياضية ناجحة.

ونالت الرياضات الأخرى اهتمامات سموّه، دعماً وتشجيعاً وأيضاً ممارسة، ومنها رياضة الصيد بالصقور التي تربى عليها منذ أن كان صغيراً، إذ نشأ على حب هذه الرياضة التراثية لتصاحبه حتى وقتنا الحالي، فهي أول رياضة مارسها في حياته، كما ويقوم برعاية بطولات محلية عدة، مثل بطولة فزاع للصيد بالصقور. وكذلك هو محب ومتابع لرياضة كرة القدم، ورياضة الدرّاجات الهوائية والعديد من الرياضات الأخرى، وتنال أيضاً رياضة الهجن اهتماماً كبيراً من سموّه، من خلال متابعته الدائمة لكل تفاصيل هذه الرياضة التراثية، إذ تم تأسيس نادي دبي لسباقات الهجن، الذي يمثل إحدى المؤسسات الرياضية الرائدة في المنطقة، والتي تُعنى بثقافة وتراث سباقات الهجن العربية الأصيلة على المستويين المحلي والإقليمي، الرامية إلى إنشاء منظومة متكاملة تعمل على نشر المعلومة والمعرفة على مستوى العالم، وتسلط الضوء على رياضة وثقافة سباقات الهجن المتجذرة في القدم ليتم تأسيس هذا الصرح المتكامل.

• 4 يناير ذكرى تولي محمد بن راشد مقاليد الحكم في دبي.

• يُعدّ صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من أبرز الشخصيات العالمية تأثيراً في رياضات الفروسية، وتم اختياره عام 1999، أبرز شخصية مؤثرة في سباقات الخيل البريطانية.

• «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي»، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، انطلقت في عام 1999 لدعم وتكريم أبناء الإمارات ومختلف الدول، وتحفيزهم على الإبداع في شتى المجالات الرياضية. 

• 1996 العام الذي تأسس فيه كأس دبي العالمي، السباق الأغلى في العالم.

• 2001 العام الذي مُنح سموّه جائزة «إكليبس» الخاصة في مجال الخيول.

 

إنجازات كبرى في سباقات القدرة.. جعلت فريق الإمارات بين الأفضل عالمياً

حقق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، العديد من الإنجازات العالمية في رياضة الفروسية، ومن بينها سباقات القدرة، إذ قاد سموّه فريق الإمارات للقدرة لتحقيق إنجازات كبيرة على مستوى البطولات العالمية. ويعتبر فريق الإمارات من ضمن أفضل الفرق عالمياً، ويضم أفضل الفرسان، رغم أن مشاركة الإمارات في السباقات العالمية للقدرة والتحمّل تعتبر حديثة نسبياً. ومن أبرز إنجازات فريق الإمارات الفوز في عامي 1999 و2000 ببطولة العالم للقدرة على التوالي، وكذلك في عام 2002. وقاد سموّه فريق الإمارات للفوز في البطولة الأوروبية التي أقيمت في إسبانيا عام 1999، وهو الذي استردّ لقب البطولة للإمارات عام 2001 في السباق الذي أقيم في إيطاليا، كما قاد الفريق للفوز في البطولة الأوروبية التي أقيمت في إيرلندا عام 2003.

ولم يقف دور سموّه في تطوير رياضة القدرة في الإمارات، وتنظيم البطولات العالمية على أرض الإمارات، وأبرزها بطولة محمد بن راشد للقدرة، بل حرص سموّه على الارتقاء بمستوى الفرق العربية وتعزيز دور البطولات العربية والعالمية في هذه الرياضة، إذ حرص سموّه على المشاركة شخصياً، ومشاركة أنجاله في البطولات العربية والدولية، وتقديم الخبرة الإماراتية في التنظيم للدول العربية، كما أسهم في إدخال رياضة القدرة إلى دورات الألعاب الآسيوية، ويعمل سموّه منذ أمد لإدخال رياضة سباقات القدرة ضمن الرياضات الأولمبية.

ويُعدّ سموّه من أبرز الشخصيات العالمية تأثيراً، وتم اختياره عام 1999، أبرز شخصية مؤثرة في سباقات الخيل البريطانية، متقدماً قائمة اشتملت على 50 شخصية شهيرة ومؤثرة في هذا المجال، واختير سموّه في يناير 1999، وللعام الثاني على التوالي، وبإجماع مجلس الرابطة، أفضل مالك ومربٍّ للخيول في بريطانيا وإيرلندا، ومنح سموّه وساماً رفيعاً من الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية. وفاز سموّه ببطولة المُلّاك في بريطانيا 15 مرة، وهو أبلغ دليل على دوره المؤثر في السباقات، من خلال الإنجازات الرائعة التي حققتها خيوله في مختلف المضامير العالمية. كما نال سموّه أرفع الدرجات والألقاب، إذ كرّمه الإعلام البريطاني في يوليو 2008، ممثلاً بالقناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني، وذلك تقديراً لإنجازاته، ولدوره الفاعل في تطوير سباقات الخيول على المستوى العالمي، وأسهم سموّه بشكل فاعل في تطوير ودعم السباقات العالمية بصفة عامة، وفي بريطانيا بصفة خاصة، وذلك بمشاركة أفضل السلالات وخيول النخبة في سباقاتها.

 

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share

طباعة




Related Articles

Back to top button